القاهرة الجديدة.. ما جمعه طوفان نوح يسرقة اللصوص بالتجمع الخامس بالصور والفيديو

كانت البيئة في منطقة جبل الخشب، التي تضم القاهرة الجديدة، بحرية في الأساس. يؤكد ذلك حفريات أسنان سمك القرش، وعرائس البحر القديمة، أجداد الأفيال، وثدييات عملاقة.
 
وفي هذه المنطقة توجد محمية الغابة المتحجرة، وهي بحسب الباحث والمسؤول عن المحمية أحمد عبدالواحد "قمة جبل الخشب".
 
تعتبر المنطقة أثراً جيولوجياً نادراً من حيث الاتساع والاكتمال، فهي تمتد على مساحة 7000 متر مربع، وتذخر بالأحياء البرية والنباتات والزهور إضافة لجذوع الأشجار المتحجرة.
 
يرجع تكوين جبل الخشب لعصر الأوليجوسين (32 إلى 35 مليون سنة)، وتشير بعض التقديرات إلى أن المحمية وما تراكم فيها من حفريات وأخشاب كان جراء طوفان النبي نوح.
 
لكن المحمية تتعرض لتعديات خطيرة، يصفها المشرف عليها أحمد عبدالواحد بأنها "تدمير للتراث الإنساني"، يشير الباحث البيولوجي إلى أن الرمال المسروقة فقط من المحمية تقدر بـ30 مليون جنيه، أما الحفريات والأشجار المتحجرة فهي لا تقدر بثمن.
 
اشتكى الباحث لوزارة البيئة التي يتبعها، لكن الميزانية لا تسمح بتعيين حراسات لهذه المساحات الشاسعة، وبدلا من ذلك تخطط الوزارة مع وزارة الإسكان للاستثمار في المحمية بإقامة مشروعات خدمية وترفيهية بداخلها في إطار المساعي لحمايتها من التعديات.
 
تمكنت قوات الأمن في القاهرة الجديدة غير مرة من ضبط المعتدين على المحمية، لكنهم خرجوا بعد تطبيق القانون عليهم، فالقانون لا يفرض عقوبات رادعة على سارقي المحمية.
 
يعجز القانون رقم 102 لسنة 1983 في شأن المحميات الطبيعية عن منع هذه التعديات تماما، فهو يقر عقوبات تبدأ من الغرامة 500 جنيه، وفي أقصاها 10 آلاف جنيه والحبس سنة ومصادرة المعدات والآلات. وعليه تعكف الحكومة على صياغة قانون جديد، لكنه ما زال حبيس الأدراج.
 
يقول العرب في المنطقة إن محمية "الغابة المتجرة" أرضهم وأنهم أولى بها. يطالبون بأن توكل لهم مهمة حراستها "ولو ببلاش" وسيتمكنون من وقف التعديات عليها.
 
عشيرة الغناميين من قبيلة الحويطات تسكن هذه الصحراء من زمن بعيد ويقول شيخها سليم عواد إن التعديات على المحمية بدأت منذ نحو 11 عاما وتتضاعف بشدة.
 
يشير الشيخ إلى أن مئات السائحين كانوا يزورون المحمية سنويا، وكان العرب يأخذونهم في جولات بداخلها. لكن الأمر لم يعد كذلك مع تدهور حالة طريق القاهرة السويس القديم، والتعديات المستمرة على المحمية.
 
لا أمل في استرجاع ما دمر وسرق من حفريات وأشجار متحجرة، فهي الآن في جدران وواجهات منازل جديدة، لكن ما يبقى في محمية الغابة المتحجرة يفوق بكثير ثمن الرمال وحجارة الديكور. 
  
عزيزي القارئ، السطور الماضية عبارة عن مقدمة لتحقيق مفصل أعده "دوت مصر" عن سرقة المحمية الطبيعية
محمية الغابة المتحجرة.. بالنسبة لوزارة البيئة أثر إنساني يعود تاريخه لما قبل 10 ملايين سنة أو يزيد، وبالنسبة لعرب الحويطات هي وطن يعيش فيهم، أما بالنسبة للصوص فهي محجر للرمال، وطريق للثراء دون عناء.
لا تقدر المحمية، الممتدة على مساحة 7 كيلومتر مربع، بثمن ولا حتى حبة رمل منها. ويرجع تاريخ وجودها إلى عشرات الملايين من السنين، وترجح بعض الروايات أنها تكونت بعد طوفان النبي نوح.

وفقا لقرار حكومي المنطقة محمية طبيعية في عام 1989 وبموجب القانون فإن سرقة الرمال، أو حتى ترك حيوان أليف في المحمية جريمة تستوجب العقوبة، لكن العقوبات في هذا الصدد ضعيفة.
يعلم المسؤولون بالشرطة، ووزارة البيئة، وأهالي التجمع الخامس بمنطقة القاهرة الجديدة أن المحمية تتعرض للسرقة ليلا ونهارا دون رادع، لكن وإن ثبت وضبطوا الفاعل فإن عقوبته لن تزيد عن غرامة 10 آلاف جنيه وبالحبس سنة أو بإحدى ھاتين العقوبتين، وفقا للقانون 102 لسنة 1983 في شأن المحميات الطبيعية.
في فبراير الماضي رصد "دوت #مصر"، في إطار تحقيق عن وقائع التعديات، عربات نصف نقل كبيرة تخرج من فوق سور المحمية ليلا وهي محملة بالرمال، وتتبعها بدقة ليتبين أنها دون لوحات معدنية.
الحكومة

أحمد محمد، الخبير والباحث في شؤون المحميات الطبيعية، والمسؤول عن التفتيش والرقابة على المحمية، يرى أن التعدي على المحمية هو تعد على التراث الإنساني جميعا. ويقول أن بعض الحفريات يرجع تاريخها إلى 28 و30 مليون سنة ولا تقدر بثمن.
يقول "محمد" إن المحمية بالأساس كانت منطقة بحرية، ومن حفرياتها "عرايس البحر القديمة وهي جدود الأفيال من عائلة اسمها سيرن".
تضبط #الشرطة بعضا من تلك العربات التي تسرق الرمال ولضعف العقوبات المقررة تفرج عنهم بعد تحصيل غرامة هي في حدها الأدنى 500 جنيه.
العرب

داخل المحمية تظهر أطلال منزلان مهجوران. يسكن عرب الحويطات المنطقة منذ زمن بعيد. يروي الشيخ سليم عواد سليمان، شيخ قبيلة الحويطات في المنطقة، أن جدته حكت له عن حياتها في المنطقة وقت أن كانت صحراء جرداء وأقرب تجمع متمدن لها في العباسية.
يقول الشيخ إن قبيلته كانت مكلفة من الدولة وقت الملكية بحفظ الأمن في المنطقة من عمليات التهريب، والتمرد وغيرها، لكن سلطات القبيلة تقلصت مع تنامي دور الجهاز الشرطي.
لكن الأمن الآن لا يمنع "اللصوص" من سرقة المحمية، يقول الشيخ: خرجت قبيلة الحويطات من المنطقة بعد قرار إعلانها محمية طبيعية.
الحرامية

مع زحف الظلام على سماء المحمية تبدأ عربات النقل الثقيلة، دون لوحات معدنية، في التسلل خلسة إلى المنطقة، تسبقها الجرافات. تأخد ما تشاء من رمال المحمية دون رقيب أو حسيب وتخرج في سرعة إلى منطقة إنشاءات.
ضبطت #الشرطة في السابق عربات من هذا النوع لكن العقوبات المقررة قانونا في هذا الجرم ضعيفة مقارنة بالمكاسب وتخرج السيارات لتعاود الكرة بأمر من شركات المقاولات.
محمية الغابة المتحجرة.. بالنسبة لوزارة البيئة أثر إنساني يعود تاريخه لما قبل 10 ملايين سنة أو يزيد، وبالنسبة لعرب الحويطات هي وطن يعيش فيهم، أما بالنسبة للصوص فهي محجر للرمال، وطريق للثراء دون عناء.
لا تقدر المحمية، الممتدة على مساحة 7 كيلومتر مربع، بثمن ولا حتى حبة رمل منها. ويرجع تاريخ وجودها إلى عشرات الملايين من السنين، وترجح بعض الروايات أنها تكونت بعد طوفان النبي نوح.

وفقا لقرار حكومي المنطقة محمية طبيعية في عام 1989 وبموجب القانون فإن سرقة الرمال، أو حتى ترك حيوان أليف في المحمية جريمة تستوجب العقوبة، لكن العقوبات في هذا الصدد ضعيفة.
يعلم المسؤولون بالشرطة، ووزارة البيئة، وأهالي التجمع الخامس بمنطقة القاهرة الجديدة أن المحمية تتعرض للسرقة ليلا ونهارا دون رادع، لكن وإن ثبت وضبطوا الفاعل فإن عقوبته لن تزيد عن غرامة 10 آلاف جنيه وبالحبس سنة أو بإحدى ھاتين العقوبتين، وفقا للقانون 102 لسنة 1983 في شأن المحميات الطبيعية.
في فبراير الماضي رصد "دوت #مصر"، في إطار تحقيق عن وقائع التعديات، عربات نصف نقل كبيرة تخرج من فوق سور المحمية ليلا وهي محملة بالرمال، وتتبعها بدقة ليتبين أنها دون لوحات معدنية.
الحكومة

أحمد محمد، الخبير والباحث في شؤون المحميات الطبيعية، والمسؤول عن التفتيش والرقابة على المحمية، يرى أن التعدي على المحمية هو تعد على التراث الإنساني جميعا. ويقول أن بعض الحفريات يرجع تاريخها إلى 28 و30 مليون سنة ولا تقدر بثمن.
يقول "محمد" إن المحمية بالأساس كانت منطقة بحرية، ومن حفرياتها "عرايس البحر القديمة وهي جدود الأفيال من عائلة اسمها سيرن".
تضبط #الشرطة بعضا من تلك العربات التي تسرق الرمال ولضعف العقوبات المقررة تفرج عنهم بعد تحصيل غرامة هي في حدها الأدنى 500 جنيه.
العرب

داخل المحمية تظهر أطلال منزلان مهجوران. يسكن عرب الحويطات المنطقة منذ زمن بعيد. يروي الشيخ سليم عواد سليمان، شيخ قبيلة الحويطات في المنطقة، أن جدته حكت له عن حياتها في المنطقة وقت أن كانت صحراء جرداء وأقرب تجمع متمدن لها في العباسية.
يقول الشيخ إن قبيلته كانت مكلفة من الدولة وقت الملكية بحفظ الأمن في المنطقة من عمليات التهريب، والتمرد وغيرها، لكن سلطات القبيلة تقلصت مع تنامي دور الجهاز الشرطي.
لكن الأمن الآن لا يمنع "اللصوص" من سرقة المحمية، يقول الشيخ: خرجت قبيلة الحويطات من المنطقة بعد قرار إعلانها محمية طبيعية.
الحرامية

مع زحف الظلام على سماء المحمية تبدأ عربات النقل الثقيلة، دون لوحات معدنية، في التسلل خلسة إلى المنطقة، تسبقها الجرافات. تأخد ما تشاء من رمال المحمية دون رقيب أو حسيب وتخرج في سرعة إلى منطقة إنشاءات.
ضبطت #الشرطة في السابق عربات من هذا النوع لكن العقوبات المقررة قانونا في هذا الجرم ضعيفة مقارنة بالمكاسب وتخرج السيارات لتعاود الكرة بأمر من شركات المقاولات.

إرسال تعليق

اترك تعليقك وسيتم الرد فى اقرب وقت

أحدث أقدم

نموذج الاتصال